الأطفال الطبيعيون يمرون بتطورات جسمية وحركية وعقلية ونفسية، ولكنهم يختلفون عن بعضهم البعض في تطورهم ونموهم الذي يعتمد بشكل أساسي على عامل الوراثة وعوامل البيئة وما يحيط به داخل المنزل وخارجه وسنتحدث اليوم عن تأخر الطفل في الكلام ويجب على الأهل أن يعرفوا أن هناك معايير عالمية تطبق على معظم الأطفال لكل نوع من أنواع التطور.
إن عدم الكلام لدى الأطفال يقلق الأهل خاصة إذا كان يفهم كل شيء وفي سن يفترض أن يتكلم بالمقارنة مع زملائه في نفس السن الذي هو حوالي 2 - 3 سنوات، فغالباً يظهر العجز من اكتساب اللغة لدى الطفل الطبيعي ويتم التعويض عن هذا التأخير البسيط تلقائياً في عمر 4 - 5 سنوات، وليس من النادر أن يكون الطفل في 2 - 3 سنوات متمتعاً بقدرة جيدة على الفهم وبذكاء حاد، لكنه يرفض بشدة قول أية كلمة.
قبل أن يشعر الأهل بالاطمئنان على طفلهم يجب التأكد من قبل الطبيب أن الطفل ليس أصما، ففي بعض الأطفال الذين يسمعون جيداً وينفذون الأوامر المعقدة بشكل تام تكون قدرتهم على الفهم أكبر من قدرتهم على التعبير وان اللغة بالنسبة إليهم غير مستعملة ولكنها ليست مستحيلة، حيث يقومون بالرسم الجيد بالنسبة لسنهم، فعلى الأهل أن يطمئنوا بأنه ما من علاقة بين الظهور المبكر للكلام وبين القدرات العامة.
إن إفراط الأم القلقة في حماية أطفالها يؤدي إلى تكون لغة بسيطة لدى الطفل وغير مطورة، وحين يبتعد الطفل عن أمه، عند الدخول إلى المدرسة مثلاً، يشعر بالإثارة والحماس، فيستعيد شهيته للغة.. يظهر الكلام عندئذ بطريقة انفجارية، تبقى لدى الطفل، أحياناً بعض الصعوبات في تنسيق حركاته باتجاه الهدف المطلوب، في معظم الحالات لا يحتاج الطفل إلى إعادة التربية إلا إذا تأخر الكلام في الظهور أو إذا بقي كلام الطفل طفولياً جداً، حيث إن إعادة تربية اللغة لديه تكون فعالة للغاية إذا قام بها اختصاصي في تعليم اللغة والنطق الصحيح، فيجب ان يتم ذلك بين عمر 4 و6 سنوات حين تصبح مشاركة الطفل ممكنة.
يحتفظ بعض الأطفال باضطراب في اللفظ، حيث يكون اكتساب بعض الأصوات الكلامية غير كاف أو متأخر أو خاطئ «عسر النطق».
إن سبب الزأزأة هو مص الإبهام لفترة طويلة و إذا استمر بعد عمر 4 سنوات - 5 سنوات، كان لابد من عرض الطفل على اخصائي تعليم النطق.
عدم لفظ الراء وهو كثير الحدوث قبل عمر 3 سنوات عادة يختفي هذا الاضطراب البسيط تلقائيا وكذلك استبدال بعض الأطفال صوتاً كلامياً بصوت آخر من نفس الزوج فمثلاِ «ش» ينطقها «س»، وهذا أيضاً يختفي تلقائياً.
أما إذا كان اللسان قصيراً جداً فيؤثر على النطق وكلام الطفل فعندئذ ينصح بإجراء عملية بسيطة في عصبة اللسان.
وأخيراً يجب معرفة ان هناك أسباباً مرضية تؤدي إلى تأخر عقلي وتمنع الطفل من الاتصال بالآخرين من قبل الطبيب لمصاحبتها بعض الأعراض والعلامات الأخرى الواضحة أحياناً.