يحب الأطفال الحلويات لسبب واحد، هو أن أجسامهم النامية المحتاجة تدرك ما في الحلويات من سعرات حرارية إضافية. ولكن ليس من المؤكد أن الأطفال غير المدللين يميلون إلى تناول الكثير منها، بل إن هناك نسبة من الأطفال الصغار ـ وإن كانت ضئيلة ـ تكره تناول الحلويات.
وأعتقد بأن مبالغة الأطفال في التلهف على الحلوى إنما تعود في كثير من الأحيان إلى سوء تصرف الآباء والأمهات أنفسهم. فحينما تحاول الأم أن تحمل طفلها على إتمام طبق من الخضر فتقول له: ((لن أقدم لك الحلوى إذا لم تأكل طبق السبانخ)) أو تقول له: ((إذا أكلت كل ما لديك من حبوب، فأعطيك قطعة من الشوكولاتة)). وهي عندما تفعل ذلك فإنها تثير في طفلها ـ من حيث لا تدري ـ اللهفة على تناول الحلويات، أي أنها تولد عنده عكس الأثر الذي تريد. إذ تتولد لدى الطفل كراهية للسبانخ والحبوب، ويزداد تعلقه بالحلوى والشوكولاتة. فمن الحكمة أن لا تخبئي قط عن طفلك نوعاً من الطعام بانتظار أن يفرغ من تناول طعام آخر، بل يحسن بك أن توحي إليه أن طعامه العادي مفيد بقدر حلواه. أما إذا وقع نظره مرة على الحلوى قبل تقديم الطعام العادي له، فلا بأس من أن يتناول حلواه على الفور.
ـ المواد الغذائية المفرطة الحلاوة: هي أيضاً من المواد غير المرغوب في إدخالها في وجبات الطعام، لأنها تضعف شهية الطفل بسرعة، فضلاً عن إتلافها الأسنان. فإذا كان الطفل يحب الحبوب والفاكهة دون إضافة كميات من السكر فهذا خير له وأبقى. أما إذا كان يصر على إضافة قليل من السكر أو العسل أو القطر فلا مانع من ذلك. ولكن تأكدي من أن لا تكون كمية المواد المضافة هذه كبيرة. فالهلام والمربيات ومعظم الفواكه المعلبة (باستثناء تلك المعدة خصيصاً للأطفال)، تحتوي على كميات كبيرة من السكر، ومن المستحسن أن لا يتعود الطفل عليها. وإذا كان الطفل يرفض أن يتناول الخبز والزبدة إلا إذا كانت مكسوة بطبقة من المربى فلا بأس بذلك، شريطة أن تكون طبقة المربى رقيقة جداً. ويعتقد كذلك أن الزيت والتمر والخوخ والتين مؤذية للأسنان لأنها تلصق بها مدة طويلة.
ـ السكاكر والشكولاتة والمشروبات المحلاة والمثلجات والأيس كريم، (البوظة): لما كانت هذه المواد حلوة و ((مسلوبة)) من المواد الغذائية، فإنها تثير مشكلات خاصة، لأن الطفل يتناولها أحياناً بين مواعيد الوجبات، أي حين يكون تأثيرها السيئ في الشهية والأسنان في أوجه. ومع أنه لا مانع من أن يتناول الطفل البالغ من العمر عامين أو أكثر كوباً من الأيس كريم (البوظة)، أ قطعة من الشوكولاتة في نهاية وجبة ما مع بقية أفراد الأسرة، إلا أن الأفضل تجنب تناول الحلويات بين الوجبات بقدر الإمكان، وكذلك تجنب تناول الشوكولاتة بانتظام، حتى وإن كان ذلك في نهاية الوجبات. فالشوكولاتة بنوع خاص، متلفة للأسنان، لأنها تبقى لاصقة بالأسنان بعض الوقت.
ومن السهل جداً إبعاد الأطفال الصغار عن هذه العادة إذا لم تكن الحلوى موجدة في البيت وتجنبنا إدخال الأيس كريم (البوظة) والمشروبات الحلوة. ولكن الأمر يصبح صعباً حين يبدأ الطفل بالذهاب إلى المدرسة بعد أن يكون قد عرف مدى لذة اقتناء جميع هذه المواد الشهية وتناولها كما تكره الأم عادة أن ترى ابنها مختلفاً عن بقية رفاقه. فإذا كانت شهية الطفل للحلويات معقولة، فلا بأس بأن يتناول منها شيئاً بين وقت وآخر، ولكن إذا كان شديد الشغف بها، ولا سيما إذا كانت أسنانه ضعيفة معرضة للتلف، فمن الخير للأبوين أن يمنعاه من تتناولها إلا في مناسبات محدودة .