لدى بحث العلاقة بين طول الطفل ومقدار النمو في قدراته العقلية والذهنية, وجد الباحثون أن النسبة في قصر طول الطفل مقارنة بما هو طبيعي له في سنه, مؤشر على تدني أدائه في اختبارات الذكاء.
ولا بد من الانتباه بأن القصر في الطول بحد ذاته لا يعني البتة تدني القدرات الذهنية لدى الأطفال, لأن طول الطفل في الأساس مرتبط بعوامل جينية يحددها طول كل من الأم والأب, ولهذا كانت الدقة في عبارة الباحثين بقولهم : قصر طول الطفل بما هو طبيعي له في سنه.
كما أن بعض العوامل البيئية تؤثر سلباً في كل من مقدار طول الطفل, ومعدل قدرات الذكاء لديه, ولكن الباحثون لم يتمكنوا من تحديد هذه العوامل بشكل دقيق, وإن كانوا يشيرون إلى أن الظروف المنزلية التي تضغط نفسياً على الطفل هي أهم هذه العوامل.
فالضغوط النفسية في مرحلة الطفولة - كما يحصل في حالات الطلاق أو الشجار المتكرر بين الوالدين - لها تأثير سلبي مهم في بطء نمو طول الطفل, فهي تقلل من مقدار إفراز هرمون النمو المرتبط مباشرة بمقدار النمو في طول الجسم, كما أن التأثير السلبي للضغوط النفسية يمتد أيضاً لمناطق معينة من الدماغ معنية بالدرجة الأولى بالذكاء بشكل عام, وبقدرات التعلم والذاكرة بشكل خاص.
ولقد وجد الباحثون عند دراسة حالة أكثر من 1400 طفل, أن قصر الطول في سن الخامسة من العمر مرتبط بتدني مقدار الذكاء في سن العاشرة, بغض النظر عن الوزن حين الولادة, وأكدوا بأن الطفولة السعيدة ترفع من مستوى ذكاء الإنسان ونمو طوله.