:4-/*-4:
فوائد النباتات العطرة ..
في الطبيعة غير قليل من النباتات ذات الرائحة العطرية ، والتي تدخل في كثير من المآكل لاكتسابها رائحة زكية ، كما تدخل في كثير من الصناعات الطبية .. وتحرص ربات البيوت جميعهن على الإحتفاظ بهذه النباتات مجففة أو مسحوقة .. لاستعمالها في المآكل أو العلاجات ، وأهم هذه النباتات :
الكمـــــــون ..
وله عدة أنواع ، أحدها ذو أوراق طويلة الشعبة ، والثاني له أوراق كأوراق الشجر .
يستعمل الكمون في بعض الأطعمة ، كما يصنع منه شراب يدعى ((الكومل )) ، وفي بعض بلاد أوروبة يضاف إلى الجبن إما عند صنعه ، أو في (سندويش الجبن ) الذي يكون الكمون أهم الأصناف المضافة إليه لإكسابه طعما لذيذا ورائحة محببة .
ويفيد الكمون في إثارة الشهية للطعام ، وفي معالجة التشنج ، ويصنع منه مغلي خاص ، ناتج عن وضع ملء ملعقة صغيرة من بذور الكمون في ليتر من الماء ، أو يمزج الكمون بمعدل غرام واحد في قليل من العسل ، كما يعطى الكمون للحيوانات المنتجة للبن ، لما لها من تأثير مفيد في إدرار الحليب .
الزعتر ..
يعتبر الزعتر واحدا من أهم الأغذية الصباحية التي تؤخذ في بلادنا ، فهو محبب إلى الناس برائحته الزكية .
الزعتر نوعان : العادي والبري ، والأول ينبت بكثرة في منطقة البحر المتوسط ، أما الثاني فيوجد في كل مكان ، وكان معتقدا ولمدة طويلة أن الأرنب يحب تناول هذا النبات ، ثم اتضح أنه لا يأكله ولكنه استطاع أن يدل الناس على استعماله في طرد الطفيليات . فهناك نوع خاص من الأرانب يشاهد وهو يتدحرج في ظل الزعتر البري لكي يتخلص من القمل والبراغيث العالقة به .
أما الزعتر العادي فقلما يخلو منه بيت في بلادنا فهو زكي الرائحة مهضم ، ومضاد للتخمرات المعدية والمعوية ، ويؤخذ مضافا إليه الزيت أو العسل . إن مغلي الزعتر الممزوج بالعسل يعطي نتائج ممتازة في حالة التهابات الشعب التنفسية ، بما في ذلك السعال الديكي والربو ، كما يستعمل في علاج الصداع والشقيقة واضطرابات المعدة ، واحتقانات الكبد ، ويفيد مغلي الزعتر نفسه في تهدئة الآلام الناشئة عن تحركات الحصى في المثانة .
ويستعمل الزعتر أيضا كدواء خارجي ، فهو يريح الأعصاب المرهقة ، وإذا ما أخذ المرء حماما معطرا من مغلي قوي للزعتر ، كانت له فائدة كبيرة ، كما أن الأطفال المصابين بالكساح يجدون فيه مقويا ناجعا.
وتصنع من مغلي الزعتر القوي لزقات تفيد في تهدئة آلام الأسنان ، إذ يغلى 15 – 20 غراما من الزعتر في مائة غرام من الماء ويصنع منها اللزقة المطلوبة . والزعتر مطهر داخلي ، والعنصر الفعال فيه هو التيمول ، ويستعمله الأطباء طاردا للديدان الشعرية الرأس .
وعلى الموائد الصباحية ، يؤخذ الزعتر بعد أن تضاف إليه عدة مواد أخرى تزيد في نكهته كالحمص المسحوق ، والسمسم ، وغيره من التوابل والمقبلات . وفي اوربة يستعمل الزعتر في غسل الأرنب الأهلي فيكسب هذا اللحم طعما شبيها بلحم الأرنب البري ، كما يضاف إلى أنواع كثيرة من المرق ، أو إلى أنواع معينة من سمك (الطون ) المحفوظ فيكسبه طعما مستساغا ويجعله سهل الهضم إلى حد بعيد .
ويمكن القول بصورة عامة إن الأطعمة التي يدخل الزعتر فيها تعين المعدة والأمعاء على الهضم ، وبخاصة إذا كانت مرهقة على أثر مرض ما .
اليانسون ..
يستعمل اليانسون في إعداد أنواع عديدة من الحلويات الشهية ، كما يدخل بصورة رئيسية في صنع أحد أنواع المشروبات الكحولية ، فيكسبه طعمه الخاص الذي يمتاز به .
أما كدواء ، فاليانسون يستعمل كفاتح للشهية ، حتى أنه يضاف إلى الطعم الذي يوضع في صنارة صيد الأسماك .
وإذا أخذ اليانسون على شكل مسحوق مضاف إلى الماء أو العسل ، فإنه يفيد بشكل جيد في إثارة القابلية للطعام ، كما أن اليانسون يدخل في تركيب كثير من الأدوية ذات الطعم المستساغ فيجعل المريض أكثر تقبلا لها .
واليانسون طارد للريح البطنية ( الغازات ) ومهدئ عصبي خفيف ، لذلك يعطى للأطفال والرضع لطرد الغازات وتهدئة أعصابهم وتخفيف حدة بكائهم .
الشمرة ..
وهي نبات معطر ممتاز ، يكسب الخضراوات التي تدخل في صنع العجة ، رائحة زكية ، إذ تكفي بضعة غرامات على طرف رأس السكين لإكساب هذا الطعام مذاقا طيبا .
ومسحوق الشمرة مدر للحليب إذا أخذ باعتدال ، وتنقلب خاصته إلى الضد إذا زاد مقدار المسحوق مرتين أو ثلاث مرات عن المقدار المقدر ، ويعطى للنفساء عادة مع الكراوية.
والشمرة ، كبعض النباتات التي ذكرناها آنفا ، مثيرة ومهدئة في آن واحد ، فهي تستعمل في النمسا على شكل مغلي يعطي للأطفال كمهدئ يساعدهم على النوم ، كما تستعمل ضد السعال والآزما ( الربو ) ، بأن يوضع ملء ملعقة صغيرة من بذوره المسحوقة في كأس ماء مغلي .
العبيتران .. الخزامى .. الزوفاء ..
وهذه النباتات المعطرة تنبت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط ‘ وهي لا تختلف كثيراً من حيث فوائدها وطرق استعمالها ، إلا في الخزامى الذي لا تستعمل منه سوى أزهاره ، أما الزوفاء فتستعمل كلها ، بينما تستعمل من العبيتران أوراقه فقط 0
تضاف هذه النبتات الثلاث ، أو إحداها ، إلى المرق لتكسبه لونا ً جذاباً وطعماً محبباً / كما أن رائحتها العطرة ذات خاصية تثير الحواس وتبعد النعاس ، ولذا فإن بعض الأقوام تستعملها في ليالي الاحتفالات الكبرى لطرد النعاس عن أجفانها ، فيتنشقون رائحتها الزكية ، كما توضع هذه النبتات ، في كثير من البلدان ، في خزائن الملابس لتعطيرها و إبعاد خطر العث عنها ، كما يصنع منها نوع من الصباغ يذاب في الكحول فيؤدي خدمات كثيرة 0
وقد دأبت نساء فرنسا على وضع زهور الخزامى بين طيات ألبستها الداخلية لامتصاص رائحة العرق منها ولإكسابها رائحة طيبة محببة 0
ومنها أيضاً يصنع سائل مؤلف من 1-5% من تلك النبتات في خمسمائة غرام من الكحول ، ثم تترك حوالى ثلاثة أسابيع في مكان مظلم ، ثم يعبأ السائل الناجم عنها في زجاجات ، ليؤخذ في حالات الآلام الرومانيزمية ، وبعض أمراض الجلد ، وجلد الرأس ، فتدلك المنطقة المصابة ببعض نقاط من ذلك السائل مضافاً إليها قليل من الماء المغلي 0
وتفيد هذة النبتات في تطهير الجروح وتعقيمها ، فتغسل الجروح بمغليها ، كما توضع عليها لزقات من الناردين أو العبيتران أو الزوفاء بمعدل نصف ملعقة صغيرة في كأس ماء مغلي .
كما يستعمل منقوعها غرغرة لعلاج آلام الحنجرة ، ويعتبر العبيتران أفضل هذه النباتات في علاج الآزما ، والزوفاء في علاج السعال ، والناردين في علاج الدوخة .
:D