اليهود يقتلونا.. أين صواريخكم يا عرب؟
*إسرائيل حوّلت بيتنا إلى شارع. *
*ويقول الطفل محمد البالغ من العمر 11عاما أنه جاء
ليتفرج على دمار الوزارة "بيتنا ضرب من
القصف.. سواء كنت في الشارع أو في البيت كله
نفس الشيء". ويروي إياد الصابغ الذي يسكن
مقابل المجمع الوزاري "كانت ليلة رعب.. زلزال
لم يمر من قبل"، قبل أن يضيف بالقول "سمعت هدير
الطائرات فركضت على الفور وجمعت الأولاد
وفورا نزلنا عند والدي في الطابق الأرضي. لكن
الصواريخ لم تهدأ. ومع انفجار كل صاروخ، كان
الأطفال يصرخون في حالة هستيريا". *
*صواريخ
الطائرات الحربية الإسرائيلية لم تفرق بين
ما هو مدني وما هو عسكري وبين ما وهو حكومي
وما هو غير ذلك، حيث انهالت "الصواريخ الذكية"
فجرا على مقر الجامعة الإسلامية مجددا، مبنى
جديدا أضيف إلى مبنيين دمرتهما كليا
الاثنين، عدا عن الدمار الذي أصاب باقي مباني
الجامعة. *
*وذهب عبد الجليل الخطيب الذي يسكن
في جوار ورشة حدادة دمرتها غارة جوية في منطقة
تل الهوى غرب غزة إلى حد العبث والبحث عن أقصى
حدود التشاؤم في وصف ما لحق بغزة من دمار، حيث
قال "الموت صار مثل الحياة"، مضيفا "لم نذق
طعما للنوم منذ ثلاثة أيام، لكن الليلة
الماضية كانت مرعبة بكل المقاييس" *
*أما سارة راضي، وهي مُعلمة وتبلغ من العمر29 عاما
فتحاول وصف ليل غزة، حيث تقول "جحيم.. لقد
حولوا حياتنا إلى جحيم.. يقولون إنهم يقضون
على حركة حماس.. هذا كذب إنهم يريدون القضاء
على الشعب الفلسطيني.. ما ذنب الأطفال
والنساء يقتلونهم ويدمرون بيوتهم فوق
رؤوسهم؟".
* *أين ملياراتكم يا عرب؟ *
*ويشرح أسعد الحمامي كيف كانت الطائرات تطلق عشرات
القنابل في الوقت نفسه، موضحا بالقول "كان كل
شيء يهتز.. وصراخ الأطفال والنساء يسمع في كل
مكان وقد غطت العتمة كل المناطق.. إنها حياة
كلها ظلام". ليضيف "لا نبحث عن الأكل ولا
الشراب.. فقط نريد أن نحمي أطفالنا ونعيش مثل
البشر.. اليهود يقتلوننا ولا أحد يحرك ساكنا..
أين صواريخ العرب والمسلمين والمليارات التي
يصرفونها على الأسلحة؟". *
*من جانبه، حذر أخصائي نفساني في غزة واسمه سمير زقوت من
تداعيات الغارات الإسرائيلية مستقبلا على
آلاف الفلسطينيين، وفي هذا الإطار قال "ما
يحدث في غزة محرقة ستبقى أثارها لمئات السنين
ولن ينساها الفلسطينيون لأنه لا يوجد خطوط
حمر. لقد قتل الأطفال في المشافي والبيوت
والمساجد التي يفترض أن تحميهم". *