;)
إ ن من أهم أهداف التربية :
تعريف الفرد بخالقه وبناء العلاقة بينهما على أساس ربانية الخالق وعبودية المخلوق وإعداد الفرد للحياة الآخرة, وكذلك تطوير وتهذيب سلوك الفرد وتنمية أفكاره وتوجيهه لحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم, وغرس الإيمان بوحدة الإنسانية والمساواة بين البشر والتفاضل لا يكون إلا بالتقوى, كما تسعى التربية الإسلامية السليمة إلى تحقيق النمو المتكامل المتوازن للطفل في جميع جوانب شخصيته
نصائح غالية دونها القرآن العظيم وتُتلى إلى ماشاء الله تعالى, تلك التي أوصى بها لقمان الحكيم ابنه في هاته الآيات الكريمات:"وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لاتشرك بالله, ان الشرك لظلم عظيم.ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير, وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون. يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله , إن الله لطيف خبير. يا بني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر, واصبرعلى ما أصابك, إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا , إن الله لا يحب كل مختال فخور, واقصد في مشيك واغضض من صوتك, إن أنكرالأصوات لصوت الحمير".من سورة لقمان..الايات.
- فالقارء لسورة لقمان قراءة متدبرا فيها وصايا لقمان التربوية يجد فيها البيان الرائع لاسلوب التربية الاسلامية الصحيحة للا بناء والبنات ،وطمعا في نشر الاسلوب التربوي السليم في منتدانا ( الجلفة) الرائد والى غيره من المنتديات جمعنا هده الوصايا من مقالات اهل العلم والتخصص للنفع والفائدة ،سائلينا المولى عز وجل الرشاد والسداد في القول والفعل والعمل .
الوصية الأولى: البناء العقدي للطفل وتصحيح العقيدة:
((وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )){لقمان:13}.
التوحيد: وهو الأمرالذي بدأ به لقمان كلامه لابنه لأنه أساس كل كلام بعده..فالتوحيد حق الله على العباد. قال الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات56.وقال أيضا (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) النمل36.وقال (واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا) وفضل التوحيد كبير, ففي حديث عتبان الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله ليس باللسان فقط وإنما يلزم ترك الشرك باللسان وبالقلب وبجميع الجوارح..وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"قال الله تعالى يا ابن آدم لو آتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة"..وهكذا من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.لهذا نجد لقمان الحكيم يحذر ابنه من الشرك ويبرره بكونه أعظم الظلم..واستهل نصائحه بهذا التحذير لعلمه أن الأصل هو
التوحيد
قال ابن كثير رحمه اللَّه في تفسيرها: يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه، وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف.
ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد اللَّه وحده ولا يشرك به شيئًا، ثم قال له محذِّرًا: إن الشرك لظلم عظيم أي هذا أعظم الظلم.
قال البخاري: عن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: لمَّا نزلت: ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )){الأنعام: 82}
قلنا: يا رسول اللَّه، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: "ليس كما تقولون لم يلبسوا إيمانهم بظلم: بشرك، أولَمَ تسمعوا قول لقمان لابنه: ((يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم))
(2). فالظلم هنا بمعنى الشرك، ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك.: )) .