في أوج فصل الشتاء يتميز الجو بشدة البرودة وإصابات البرد كثيرة ومنها عضة البرد والتي سيكون حديثنا اليوم ومع أنها ليست شائعة ولكنها قد تحدث وخاصة في المناطق الشمالية.
تحدث تضة البرد عندما تتعرض الأنسجة الرخوة لدرجة حرارة تتراوح بين( -4 و - 2) درجة مئوية فعندما تكون حرارة الوسط المحيط منخفضة جداً وسرعة الرياح الباردة كبيرة يؤدي ذلك إلى حدوث عضة البرد. إن حرارة الأنسجة تتأثر بحال الدوران وبشدة البرد، وتحدث الإصابة بالبرد عندما تتجمد الأنسجة ثم تدفأ ثم تعود لتجمد «لسبب ما» مرة ثانية.
فغالباً ما تصيب عضة البرد الأجزاء القاصية الفقيرة التروية نسبياً من الجسم مثل نهايات الأصابع والأباخس والأنف وحيوان الأذن، أما عند الأطفال تتعرض المناطق ذات القدرة الفقيرة على توليد الحرارة والعزل مثل الخدين والذقن لخطر الإصابة بعضة البرد بنسبة كبيرة وعلى كل حال يمكن لأية منطقة من الجسم تعرضت للبرودة لفترة متطاولة أن تتأثر وتصاب بعضة البرد.
الأعراض:
في البداية تتظاهر عضة البرد بإحساس بالبرد مؤلم وبشحوب الجلد، ومن ثم يشعر المريض بالنمل بينما تغدو المنطقة المصابة قاسية وبيضاء وشمعية. يبدو الجلد الذي أصيب بعضة البرد عميقاً قاسياً وذا لون أبيض مصفر مشرب بلون أزرق باهت، أما الجلد الذي أصيب بعضة برد سطحية فهو يبدو قاسياً ولكنه ينبعج ويغور للأسفل تحت تأثير الضغط، يعاني كل المرضى من اضطراب حسي «اللمس، الألم، الحرارة» ضمن المنطقة المصابة، وقد يمتد هذا الاضطراب إلى مناطق قاسية بالنسبة لموضع العضة.
العلاج:
إن الهدف من العلاج هو منع المزيد من الأذية النسيجية وهو أمر يمكن تحقيقه بإعادة التدفئة السريعة فعادة يدفأ الجزء المتجمد بغمره بالماء الحار «37-42» درجة مئوية إن استخدام ماء أسخن من ذلك قد يسبب الحروق.
يجب إستخدام الدوامة المائية «دوران الماء الحار» والتي يؤدي إلى انقاذ الاطراف المصابة بعضة البرد حيث ينقص الزمن اللازم للتدفئة، كما يجب مراقبة الماء بدقة حيث يضاف الماء الدافئ عندما يبرد الماء، نحتاج عادة إلى التدفئة لمدة 30 - 45 دقيقة ويمكن تزيد عند ذلك وبعدها يسحب الطرف من الماء وتنتهي هذه العملية عندما تغدو المنطقة المصابة طريقة ويتحول لونها للأحمر الأرجواني ويبدأ الإحساس بالعودة إليها. قد يعاني الطفل من آلام شديدة في المراحل الأخيرة من التدفئة ويتطلب ذلك اعطاؤه مسكنات وريدياً.
أحياناً بعد انتهاء التدفئة يحدث حويصلات متمزقة والتي تحتاج إلى تغطيتها بمراهم مضادات حيوية وتضميدها بضمادات ثقيلة ومعقمة كما يجب وضع قطع من القطن بين الأصابع أو الأباخس المصابة إذا كانت الإصابة شديدة قد يحتاج المريض إلى مضادات حيوية بالوريد.
وفي حالات فريدة قد يصاب الطفل بإعاقة حركة الأصابع مما يتوجب إجراء عمليات تجميلية مبكرة