أفادت دراسة طبية أن الأنشطة الرياضية تلعب على المدى البعيد دورا وقائيا ضد سرطان الثدي الانتشاري أو الموضعي.
وقال باحثون من كلية طب جامعة جنوب كاليفورنيا إن دراسات سابقة ربطت النشاط البدني بانخفاض مدى الإصابة بسرطان الثدي، لكن القليل منها قد نظر في تأثيره على مخاطر الإصابة بسرطان الثدي الانتشاري أو الموضعي، أو نظر في مخاطره من خلال حالة مستقبلات الهرمون.
وأكدوا أهمية هذه الدراسة من حيث أنها قدمت أول معطيات بحثية توثق أن مداومة النساء على أنشطة رياضية على المدى البعيد هامة في تحديد احتمالات الإصابة بسرطان الثدي مستقبلا.
فعالية الأنشطة المجهدة
ولهذا الغرض حلل الباحثون بيانات ومعطيات مجموعة مشاركات تزيد عن 110 آلاف مدرّسة حالية أو سابقة، وليس لهن تاريخ إصابة بسرطان الثدي، وتراوحت أعمارهن لدى بدء الدراسة بين 22 و79 عاما. وكان مشروع هذه الدراسة قد بدأ عام 1995 بجمع معلومات مفصلة حول عاداتهن الماضية والحاضرة مع التمرينات الرياضية.
ركزت الدراسة على الأنشطة الرياضية المجهدة والأخرى المعتدلة، وتم جمع معلومات حول مقدار الوقت الذي تقضيه كل مشاركة في الأنشطة الرياضية أسبوعيا منذ كانت طالبة في الثانوية إلى سنها الحالية أو 54 عاما بحد أقصى.
وتمت متابعة هؤلاء النسوة طبيا حتى نهاية عام 2002 باستخدام السجلات الطبية لولاية كاليفورنيا لفرز المشاركات اللواتي أصبن بسرطان الثدي. وخلال هذه الفترة، شُخصَت 2.649 مشاركة بسرطان الثدي الانتشاري، وشخصت 593 مشاركة أخرى بسرطان الثدي الموضعي.
وقد لوحظ انخفاض مخاطر سرطان الثدي الانتشاري بين النساء المشاركات في الأنشطة الرياضية المجهدة، كالسباحة والعدْو والتدريبات الهوائية لأكثر من 5 ساعات أسبوعيا مقارنة بأقل النساء تمرينا. كما وجدت نتائج مماثلة فيما يتعلق بسرطان الثدي الموضعي.
مستقبلات أستروجين
يقول الباحثون إن نتائج الدراسة كانت غير متوقعة، لكن لو تكررت المقاربة الرئيسة للدراسة في دراسات مستقبلية حول الأنشطة الرياضية ومخاطر سرطان الثدي، فسيتيح ذلك استكمالا لأسلوب الوقاية الراهن من سرطان الثدي، باستخدام عقاري تاموكسيفن أو رالوكسيفين.
فهذان العقاران يبدو أنهما فعالان في خفض مخاطر السرطانات الناجمة عن مستقبلات هرمون أستروجين، لكنهما لا يؤثران في نشوء السرطانات (السلبية) غير المتصلة بمستقبلات أستروجين.
وتؤكد نتائج هذه الدراسة أن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي تتأثر سلباً بالمشاركة المثابرة في الأنشطة الرياضية المجهدة. لكن الأمر يتطلب التزاما ملموسا بالتمرينات من حيث الوقت لأجل تحقيق هذا الخفض المنشود في مخاطر الإصابة.
ويلفت الدكتور بيرنستين إلى أن الدراسة أظهرت انخفاض المخاطر لدى النساء اللواتي مارسن التمرينات خمس ساعات على الأقل أسبوعيا، كما أشارت الدراسات السابقة لنفس الفريق على مجموعات أخرى من النساء إلى 3 أو 4 ساعات تمرين أسبوعيا كحد أدنى.
المصدر : الجزيرة