تخيلي كيف ستكون الحياة لو أن بونس دي ليون اكتشف بالفعل "ينبوع الشباب"، أو لو أن هناك نوع ما من كريم عجيب يمحو كل علامات الشيخوخة.
ألن تكون الحياة حلوة حينئذ؟
ما يؤسف هو أن الشيخوخة تتسلل إلينا على نحو غير متوقع، و لا مفر من الحقيقة التي مفادها أن أعمارنا تزيد سنة كل ثلاث مائة و خمسة و ستون يوماً. و من جهة أخرى، فإن اتخذنا التدابير الوقائية الآن ، يمكننا تقليل احتمالية حدوث الأضرار غير الضرورية على بشراتنا في المستقبل.
يمر أكبر عضو في أجسامنا، و هو الجلد، بعدة مراحل مختلفة في ظل تقدم السنين. تبدو على النساء علامات الزمن أكثر من الرجال في الغالب، و ذلك بسبب التغيرات الهرمونية المتعددة التي تطرأ عليهن بدءاَ من الطمث، ثم الحمل، و انتهاءَ بانقطاع الطمث. و متى ما انقطع الطمث على النساء، فإنهن يبدأن بملاحظة تغيرات عديدة تطرأ على بشراتهن، كتناقص المادة الزيتية التي تدعى الزهم ، و فقدان المرونة، و انخفاض في عملية تجدد الخلايا.
تعتمد سرعة شيخوخة الجلد و حدتها على ثلاثة عوامل:
- عمرك.
- خصائصك الوراثية.
- أسلوب حياتك.
أنسِ أمر الجمال مع تقدم العمر حين تستسلمين للشيخوخة. كافحيها على مر السنين، فأنت لست صغيرة جداً أو كبيرة جداً على محاربة علامات الشيخوخة أبداً. و بالعيش على نمط أسلوب حياة صحي و الحفاظ عليه على مر السنين، فأنت تزيدين فرصك للوصول إلى التوازن الشامل---- و على الأخص حين يتعلق الأمر ببشرتك. جميعنا ستبدو على بشرته علامات الشيخوخة في نقطة معينة من حياتنا، لكن مع العناية الملائمة، يمكن لأي منا التمتع ببشرة نابضة بالحيوية و مظهر جميل في أي عمر.
الأكل الصحي:
ما تتناولينه بشكل يومي له أثر بالغ على مدى قدرة البشرة على تجديد نفسها. إن الأطعمة منخفضة العناصر الغذائية، مثل الكربوهيدرات المكررة، هي سعرات حرارية فارغة، و لن تمد جسمك بالفيتامينات و المعادن التي يحتاج لاكتساب البريق الصحي و المحافظة عليه. عليك باختيار الأطعمة القريبة قدر الإمكان من حالتها الطبيعية—الطازجة و غير المصنعة.
فيتامينات و معادن لمساعدة البشرة التي بدأ يتقدم بها العمر
البيتا كاروتين- مضاد للأكسدة، و يزيد من التجديد الخلوي، و يقي من شيخوخة الجلد المبكرة.
المصادر الغذائية: الجزر، و المشمش، و القرع.
فيتامين ج- مضاد للأكسدة، و ضروري لإنتاج الإيلاستين و الكولاجين، فهو بذلك يعزز قوة و مرونة جدران الأوعية الدموية و أغشية الخلية.
المصادر الغذائية: البرتقال، و الكيوي، و الفلفل.
فيتامين هـ - مضاد للأكسدة، و يساعد في الحفاظ على الأنسجة، و يعتقد بأن له دور في إبطاء شيخوخة الخلايا، مما قد يساعد في منع تكون الندب.
المصادر الغذائية: الزيوت النباتية المعصورة على البارد ، و البذور و المكسرات الطازجة غير المملحة.
السيلينيوم- مضاد للأكسدة، و يحمي من ضرر الأشعة فوق البنفسجية على الخلايا، مما يساعد على حماية مرونة الجلد.
المصادر الغذائية: التونة، و الثوم، و البصل، و القرنبيط.
الزنك- مضاد للأكسدة، و أساسي لنمو الخلايا الطبيعية و إصلاحها.
المصادر الغذائية: الحبوب الكاملة، و معظم المأكولات البحرية، و البصل.
الأحماض الدهنية الأساسية- للحفاظ على الأداء الملائم لوظائف جميع الأنسجة و إصلاحها، و خصوصاً الجلد.
المصادر الغذائية: زيت زهرة الربيع، و زيت بذر الكتان، و زيت الزيتون
تناولي حصصك من الطعام باعتدال، فجسمك لا يستطيع معالجة هذا الكم من العناصر الغذائية مرة واحدة. و حين تتناولين وجباتك، حاولي إدراج الأطعمة التي تمدك بقيمة غذائية عالية و تقليص تلك الفقيرة بالعناصر الغذائية.
قد تستغرق منك الأطعمة الصحي وقتاً أكثر بقليل في البداية، لكن الزميها، و سترين النتائج الإيجابية. و بعدها لن تبدين رائعة بالفعل مظهراً و إحساساً فحسب، بل ستصبحين شخصاً جديداً من الداخل إلى الخارج.
بعض النصائح العظيمة الأخرى للحفاظ على شباب بشرتك:
· حين تضعين المرطب على وجهك، استقطعي قليلاً من وقتك لتتأكدي من نفاذه إلى بشرتك و ذلك بعمل ضربات تدليك خفيفة، و إن طبقت هذا الأسلوب يومياً فسيفيدك حتماً في المساعدة على تكوين بشرة صحية أو الحفاظ عليها. (تجنبي تطبيق هذا الأسلوب على حب الشباب الشديد، أو إن كنت تعانين من اضطراب في أوعية الوجه).
· و لتقديم الدعم للبشرة التي بدأت تظهر عليها علامات الشيخوخة بغض النظر عن العمر، يلزمك إمدادها بالرطوبة و الأكسجين. إن أقنعة الوجه عالية الرطوبة أو تلك التي تضعينها باستخدام كمادات دافئة مشربة بزيوتك العطرية المفضلة تعد مناسبة لهذا الغرض.
· إن عمل تنظيف بشرة بانتظام يعطيك تنظيفاً عميقاً لبشرتك. تلين هذه المعالجة الأماكن الصلبة في بشرتك عن طريق محاكاة التدفق اللمفاوي و دورانه، و بالتالي يسهل إزالة الأوساخ، و إيصال العناصر المغذية للخلايا، كما يحفز الخلايا على تجديد نفسها.
أدرجي الزيوت العطرية في نظامك اليومي للعناية بالبشرة كزيوت اللافندر، و الورد، و الشومر، و الياسمين، و غيرها الكثير. تحتوي هذه الخلاصات الطبيعية على هرمونات نباتية، و التي يحتوي بعضها على مواد مماثلة للإستروجين الذي يؤثر على البشرة و يحفز التوازن الهرموني للجسم.
تمتص البشرة هذه الهرمونات النباتية التي تحفز على التوازن في الجسم. كما أنها تشد البشرة، وتساعد في تجديد الخلايا، و تنظيم إفراز الغدد الزهمية (الدهنية). وليس للهرمونات النباتية تلك الآثار الجانبية التي تخلفها الهرمونات الحيوانية، و التي تجعل البشرة تبدو اسفنجية و متورمة عند استخدامها على مدى فترة طويلة من الوقت.
· حاولي تجنب الماء الحار جداً حين تأخذين حماماً أو دشاً، مما قد يهيج بشرتك و يسلبها من زيوتها الطبيعية.
· اجعلي محيطك رطباً. يمكن لمرطبات الجو المساعدة في إضفاء الرطوبة على الجو في منزلك و مكتبك، مما يجعلها أجواءً ألطف على بشرتك. إذا كان الهواء المحيط بك جافاً فإنه سيستنفذ الرطوبة من بشرتك عبر تبخيرها.
تجنبي تحريك بشرتك بحركات عنيفة أثناء التنظيف أو الترطيب. ينبغي عليك التعامل مع بشرتك بلطف شديد للوقاية من حدوث التهيجات غير الضرورية أو ظهور الخطوط المبكرة.
العينان هما منطقتان شديدتا الحساسية، لذا انتبهي جيداً حين لبس العدسات اللاصقة، و ابدئي دائماً من الزاوية الداخلية للعين حين وضع كريم العين و انتهي بالزاوية الخارجية ---- على شكل حرف سي بالإنجليزي C
· تعتبر الأنواع المتعددة من شاي الأعشاب و التي تحتوي على مضادات للأكسدة طريقة رائعة لتأخير عملية الشيخوخة. إن كنت من المدمنين على شرب القهوة، فقد تفكرين باستبدالها بشاي أعشاب: يعتبر الترنجان [المليسا] ، و النعناع الفلفلي [البستاني] ، و النعناع البلدي [السنبلي] ، و الشاي الأخضر بدون كافيين ضمن أنواع شاي الأعشاب المحتوية على مستويات عالية من مضادات الأكسدة.
· و سبب آخر يدعوك لتقليل كمية المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين هو أنها تدر البول و تعزز حدوث جفاف داخلي يؤدي إلى خسران الجسم للماء – مخلفة القشور و الجفاف على بشرتك .
· خذي قسطاً كافياً من النوم، فقد أظهرت الأبحاث أن البشرة تتجدد ما بين الساعة الواحد و الثالثة فجراً، و يمكن أن يؤدي بك نقص النوم أثناء هذه الساعات إلى ذلك النوع من الإجهاد الذي يجعل بشرتك تبدو باهتة، أو متورمة، أو متعبة، أو شاحبة. إذاً فعد الخراف و الظفر ببعض الساعات الإضافية من النوم هو أحد أفضل العلاجات التجميلية بلا شك.
· جاءت العديد من المنشورات الصحية بالتوثيق على أن المستويات العالية من الإجهاد يمكن أن تزيد من إنتاج الجذور الحرة في جسم الإنسان. تهاجم هذه الجزيئات في النهاية الخلايا الصحية في أجسامنا، و تلحق ضرراً بالغاً بأجهزتنا، مما يزيد بذلك من خطر إصابتنا بالشيخوخة المبكرة، و بعض الأمراض، و ربما السرطان. إن إدماج النشاطات التي تساعدك على خفض معدلات الإجهاد مثل التأمل أو اليوجا أو المشي لهي أفضل رهان لتتجنبي ظهور واحدة أو اثنتين من خطوط التجاعيد على المدى البعيد.
· مارسي التمارين الرياضية بانتظام. إن ممارسة الأنشطة الهوائية [إيروبيك]، مثل المشي، تبقيك في حالة ممتازة – عقلياً و جسدياً. تعد ممارسة التمارين ذات فائدة عظيمة في الحفاظ على صحة البشرة و ذلك عن طريق زيادة الدورة الدموية التي تقوم بإيصال العناصر الغذائية الحيوية اللازمة لبشرة صحية و صافية و شابة.
السبت ديسمبر 06, 2008 4:00 pm
