وهنا يجب أن نقف وقفة إيجابية على سؤال مهم هل الحمل التوأمي نعمة مثلا؟ هل ممكن إجازة طلب المرأة للحمل التوأمي كطلب عقلاني؟ وما نسبة الحمل التوأمي؟ وهل حقا الحمل التوأمي حمل لا يحمل خطورة على الحامل؟ ووو.... عن هذه الظاهرة تجيب الدكتورة عالية الفضل - استشارية أمراض النساء والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب كما يلي: ما الإجراءات التي يجب أن تتخذها المرأة قبل الدخول في مشروع الحمل؟ يجب على المرأة أن تستعد استعدادا جيدا للحمل لأن صفقة الحمل تكون مربحة إذ دخلتها المرأة وهي في صحة جيدة، وتكون صفقة خاسرة ونتائجها عكسية على المرأة وجنينها إذ دخلت المرأة هذه المرحلة وهي بصحة معتلة، لذلك يجب على المرأة قبل التخطيط للحمل أن تذهب إلى الدكتور لاستشارته في عدة أمور تساعدها على خوض تجربة الحمل وهي بصحة جيدة. ما أسباب الولادة المبكرة؟ من أهم الأسباب هو الحمل التوأمي المنتشر بصورة كبيرة كذلك انتشار ظاهرة العقم عند الأزواج، وهناك أيضا ولادة مبكرة ناتجة عن زيادة الماء في الرحم، وقد تكون هناك ولادة مبكرة سببها الالتهابات البولية المتكررة لأنها تسبب تقلصات رحمية تؤدي إلى ولادة مبكرة، وقد تكون هناك ولادة مبكرة غير معروفة الأسباب وهي تمثل 20% من الولادات المبكرة، أضف إلى ذلك وجود تشوهات خلقية للجنين. ما رأيك في الولادة المتكررة أو المتتابعة؟ أنا من المؤيدين لفكرة الأسرة الكبيرة وأرى أن المرأة يجب أن تنجب على الأقل 4 - 6 أطفال ولكن يجب أن يكون هناك تنظيم، أي أن المرأة يجب أن تعطي المولود حقه من خلال إرضاعه لمدة سنة على الأقل، وبهذا تكون المرأة أيضا قد استردت عافيتها خلال هذه السنة، وبعد العام الأول تستطيع الدخول في مشروع الحمل، وإلى أن تلد سيكون عمر الطفل الأول سنتين، وهذه مسافة ممتازة بين الطفل الأول والطفل الثاني، وبهذا تكون المرأة قد حافظت على صحتها، وعلى صحة أطفالها، وكذلك فوق السنتين بين الطفل والآخر يعطي كل طفل حقه من الاهتمام العائلي، وكذلك يكون الطفل مهيئا لاستقبال الطفل الآخر بكل سرور، ولكن إذا طالت المدة أي إذا كانت الفترة بين الطفل الأول والثاني خمس سنوات مثلا فهنا لن يتقبل الطفل الأول دخول الطفل الثاني في حياته لأنه تعود على اهتمام الأسرة به ولا يريد أحدا أن يشاركه في هذا الاهتمام. كيف يحدث الحمل بالتوأم؟ الحمل التوأمي يحدث عندما يكون هناك زيادة في عدد البويضات المفرزة في الدورة الواحدة ويتم تخصيبها بحيوانات منوية مختلفة وينتج عنها حمل توأمي، وتلقيح بويضة واحدة بحيوان منوي واحد وعندما تنقسم الكتلة الجنينية يحدث فيها انشطار إلى نصفين ينتج عنها جنينان (وهنا تكون هناك فرصة لحدوث الالتئام المتصلة لأن الانشطار في الكتلة الجنينية لم يكن انشطارا كاملا). وماذا عن تشخيص الحمل بالتوائم؟ عن طريق السونار في الفترة الأولى من الحمل حيث يكون هناك أكثر من جنين وكل جنين فيه نبض منفصل وله مشيمة منفصلة وكيس مفصل. في بعض الأحيان لا يكون السونار متوافرا، وهنا نعتمد على أن نمو البطن أكبر من فترة الحمل، وأن هناك بالإحساس أكثر من رأس داخل البطن ويؤكد بواسطة السونار. في بعض الأحيان لا يشخص التوأم إلا أثناء الولادة، حيث إنه بعد ولادة التوأم الأول يظل الرحم كبيرا وعند الفحص يكتشف وجود جنين آخر ويتم توليده والكشف عن خلو الرحم من جنين ثالث بعد الولادة واكتمال نزول المشايم. ما أسباب زيادة الحمل التوأمي؟ إن حدوث الحمل التوأمي يزيد في أفريقيا لزيادة الخصوبة، وكذلك يزيد مع استعمال المنشطات من حبوب وإبر لتنشيط التبويض في النساء اللواتي يعانين من مشاكل تأخر الحمل وعدم انتظام الدورة والعقم بجميع صوره، وكذلك إن وجود أكياس على المبيض PCO يزيد نسبة التوائم لأن من الصعب تحديد استجابة المبيض وتحديد عدد البويضات الذي عادة ما يكون كبيرا لدى هؤلاء المريضات. إذن ما نسبة الحمل التوأمي عموما؟ نسبة الحمل التوأمي في العامة = 12.5 بالألف وترتفع نسبة الحمل التوأمي باستعمال المنشطات (الحبوب مثل الكلوميد) إلى %5 وتزيد مع استعمال إبر المنشطات إلى %15 وممكن يكون حملا توأميا ثنائيا أو ثلاثيا أو رباعيا وأكثر. التوأم بنسبة 1 لكل 80 حاملا (12.5 بالألف). الثلاثي 0.025 بالألف. الرباعي 0.02 بالألف. ما أنواع التوائم؟ أنواع التوائم: أحادية البويضة: وتتكون من انقسام بويضة واحدة مخصبة بحيوان منوي واحد بعد وصولها الطور الثنائي أو الرباعي ولذلك فهم متطابقون في الشكل والتكوين الجسدي والنفسي وتكون المشيمة واحدة. والتوائم متعددة البويضة وناتجة عن تخصيب عدة بويضات (اثنان وأكثر بحيوانات منوية مختلفة)، ولذلك فإن الجنس والشكل والتكوين يكون مختلفا وحتى المشيمة تكون متعددة؛ وهذا يزيد في أفريقيا مع زيادة العمر، واستعمال المنشطات، ووجود تاريخ عائلي للتوأم. هل هناك عوامل تساعد على الحمل بالتوائم؟ وجود أقارب لديهم توائم من ناحية الأم والأب. أطراف العمر أي الحامل صغيرة العمر (قبل العشرين) والحامل كبيرة (نهاية الثلاثينيات)، وأخذ أدوية تنشيط التبويض. نسبة التوائم مع الكلوميد %5. نسبة التوائم مع الإبر 20%. عمل تلقيح صناعي أو أطفال الأنابيب لأنه يتم نقل عدد 3 أجنة إلى الرحم. هل توجد مضاعفات على الأم الحامل والجنين؟ مضاعفات الحمل التوأمي على الأم: نزيف في الشهور الأولى وإجهاض منذر. الحاجة إلى عمل ربط لعنق الرحم. زيادة الوحم والحاجة إلى دخول المستشفى ونزول وزن الجسم في الفترة الأولى وارتفاع نسبة الأستون في البول. زيادة نسبة الإصابة بمرض سكري الحمل وما يحمله من مضاعفات على الأم والجنين. زيادة نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم والزلال وتسمم الحمل. زيادة نسبة الإصابة بكثرة الماء حول الطفل. زيادة نسبة نزول المشيمة في أسفل الرحم. زيادة نسبة التهابات البول. زيادة نسبة فقر الدم والكالسيوم. زيادة نسبة الولادة المبكرة 30% وما تحمله من أذى للطفل واحتياج للحضانة. زيادة نسبة العملية القيصرية للولادة. زيادة نسبة النزيف بعد الولادة خصوصا مع الولادة المتعسرة ووجود فقر دم لدى الأم. مضاعفات على الجنين: زيادة نسبة الإجهاض. زيادة بسيطة جدا في حدوث التشوهات البسيطة. قصور في نمو الأجنة وصغر حجمهم. احتمال اتصال دم الأجنة في المشيمة ويؤدي إلى زيادة وزن الجنين وقصور في دمه الآخر وصغره أو في بعض الأحيان وفاة الجنين الآخر كمضاعفات لفقر الدم. الولادة المبكرة واحتمال الاحتياج للحضانة ومضاعفات الحاضنة. مضاعفات نتيجة الولادة المتعسرة واحتمال الإصابة بأبو صفار بعد الولادة. هل الحمل التوأمي نعمة فعلية؟ أم نقمة وأين الحد الفاصل؟ إن الحمل التوأمي نعمة إذا حدث تحت ظروف طبيعية وبدون قصد؛ حيث إن بعض النساء خصوصا اللاتي لدى أمهاتهن أو أخواتهن توأم فتكون هناك زيادة في نسبة الحمل التوأمي لديهن، وكذلك حصول الحمل التوأمي بغير قصد بعد علاج تحضير وتنشيط التبويض في حالات العقم وتأخر الحمل من ضعف التبويض. هل فعلا توجد طريقة معينة لتحديد جنس الجنين قبل الحمل؟ تحديد الجنس شيء اجتهادي وهو مخصص لمن يعانون من مشاكل في جنس المواليد، أي أن زوجين لا ينجبان إلا بنات فقط، أو أن زوجين لا ينجبان إلا أولادا فقط، وتحديد الجنس بني على معلومات طبية ترى أن الجماع وقت التبويض يجعل فرصة الإخصاب بجنين ذكر أكثر من الجنين الأنثوي، فنحن نحاول تحديد فترة الجماع مع فترة التبويض للحصول مثلا على جنين ذكر مع إعطاء الزوجة بعض الأشياء التي تزيد من حركة الحيوان المنوي الذكري مثل الوسط القلوي. وهناك أيضا طرق أخرى لتحديد الجنس وهي عن طريق التلقيح الصناعي وهي من خلال أخذ الحيوانات المنوية الذكرية وترك الحيوانات المنوية الأنثوية، وهذه الطريقة مع الأسف ليست مضمونة 100% لأن عملية الفصل بين الحيوان الذكري والحيوان الأنثوي ليست دقيقة بشكل كبير، كذلك هناك الطريقة الثالثة التي لجأ إليها الطب مؤخرا وحققت نجاحا بنسبة كبيرة وهي عملية طفل الأنبوب مع انتقاء الأجنة وفرصة نجاح هذه الطريقة تصل إلى 70% وفي بعض الأحيان تصل إلى 100%. وفي النهاية هذا شيء اجتهادي ويجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق مهما تطور الطب ومهما تقدم.