:4-/*-4:
البيت المسلم منظم دائمًا، تبدو عليه علامات النظافة والجمال والبساطة، والأسرة المسلمة تهتم بتنظيم البيت وتنسيق حجراته، بحيث تتناسب وظيفة كل حجرة واستعمالها مع موقعها ومساحتها، وكذلك على الأسرة المسلمة أن تهتم بتنظيم كل حجرة من حجرات البيت وترتيبها بتوزيع قطع الأثاث الموجودة بها بشكل مناسب، لتحقيق الأغراض المطلوبة منها حتى تبدو جميلة ومريحة تسر الناظرين..
وكل حجرة من حجرات البيت لها قيمتها وفق وظيفتها، ويلزم تحديد مكان لكل شيء في البيت؛ بحيث يُعرف مكانه عند الحاجة إليه، وتجمع الأشياء المتشابهة مع بعضها البعض في مكان خاص بها؛ كأن توضع إبر الخياطة والخيوط في مكان، وتوضع أدوات الصيانة في مكان، وهكذا .. فهذا النظام يوفر وقتًا كبيرًا قد يضيع في البحث عن الأشياء عند الحاجة إليها.
حجرة النوم: النوم حاجة من حاجات الإنسان الطبيعية والأساسية، وحجرة النوم هي المكان الذي يأوي إليه الإنسان طلبًا للراحة والسكينة؛ لذا يجب أن يكون مكانها في ركن هادئ من البيت، بعيدًا عن صخب الشارع الرئيسي، ويفضل أن تكون مساحتها على قدر من الاتساع يسمح بترتيب الأثاث بشكل مناسب ومريح، كما أن اتساعها يسمح بتغيير أماكن قطع الأثاث من وقت لآخر.
ويجب أن يكون أثاث حجرة النوم مناسبًا في حجمه وشكله وإمكاناته لمساحتها؛ ليسهل تنسيقه بصورة مريحة، ويكون على قدر من الذوق الجيد، وهذا لا يتنافى مع عدم المغالاة في ثمن هذا الأثاث، ويفضل تزويد حجرة النوم بستائر مناسبة، تساعد على إضفاء طابع الهدوء والجمال، وتوفير الراحة النفسية وستر
العورات.
والتهوية المناسبة لحجرة النوم ضرورية ولازمة؛ حيث إنها تحقق السلامة
الصحية، ويراعى الحرص على أن تدخل الشمس حجرات النوم بشكل كافٍ، وأن تُعرَّض مفروشاتها للشمس من وقت لآخر، والإضاءة في حجرة النوم ينبغي أن تكون هادئة ؛ لتبعث الراحة والهدوء في النفس، ويراعى أن تكون ألوان المفروشات في حجرة النوم مناسبة لذوق الزوجين.
حجرة الأطفال: يفضل تخصيص حجرة خاصة للأطفال وذلك قدر الإمكان؛ لأن هذا الأمر يخلق في نفوس الأطفال شعورًا بالاعتماد على النفس
والاستقلال، ويفضل أن تكون الحجرة متسعة لتناسب حركة الأطفال الدائبة، وأن تكون قريبة من أماكن تواجد الأم؛ حتى تتمكن من ملاحظتهم، وأن يكونوا تحت رعايتها دائمًا.
ويجب أن يكون أثاث حجرات الأطفال بسيطًا حسب احتياجاتهم؛ بحيث لا تزدحم الحجرة بكثرة أثاثها، ويراعى أن يكون متينًا حتى لا يتعرض للتلف نتيجة للحركة المستمرة للأطفال، كما يجب أن يكون أثاث حجرة الأطفال من مادة غير قابلة للكسر، ويستحسن أن تكون من الأخشاب أو البلاستيك، وتكون ألوان المفروشات زاهية مثل الأحمر والأصفر لتناسب ذوق الأطفال.
وتطلى الجدران بالألوان المبهجة، مثل اللبني الفاتح، والفستقي، والأخضر الفاتح، مع مراعاة أن يكون السقف دائمًا باللون الأبيض، ويراعى أن تكون دهانات حجرة الأطفال من مادة لها قدرة على التحمل، ويسهل تنظيفها.
والإضاءة الكافية في حجرة الأطفال مهمة جدًّا للحفاظ على سلامة عيونهم، ويستحسن استعمال مصابيح الإضاءة البيضاء (فلورسنت) كذلك ينبغي تركيب مصباح صغير يضاء عند النوم؛ حتى إذا قام الطفل من نومه ليلا لا يفزع من الظلام حوله، وعند وجود أكثر من طفل يراعى التماثل بين أثاث كل
منهم -كلما أمكن ذلك- في الشكل واللون والحجم والجودة، حتى لا يكون هناك ما يبعث على الغيرة بينهم، أو إحساس أحدهم بتفضيل أخيه عليه.
وعند وجود بنين وبنات في البيت، فالتفريق بينهم في المضاجع أمر شرعي لابد من الالتزام به في سن العاشرة، وهو مستحب قبلها؛ بحيث يخصص مكان للذكور ومكان للإناث؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع) [أبو داود">.
وفي حالة عدم إمكان تخصيص مكان للبنين وآخر للبنات لضيق المسكن فيمكن حل هذه المشكلة باستخدام السرير ذي الطابقين، على أن يراعى وجود البنات في الدور العلوي، كما يمكن الفصل بينهم عن طريق وضع ستارة في وسط الحجرة.
حجرة الـضيوف: وفيها يستقبل الضيوف والزائرون؛ لذا يراعى في تنظيمها وتأثيثها الراحة والجمال، وذلك إكرامًا للضيوف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) [متفق عليه"> ويراعى في هذه الغرفة أن تكون منفصلة قدر المستطاع عن بقية الغرف، ويفضل أن يكون لها باب خاص؛ حتى لا يطلع الزائر على أهل البيت ولا يكشف
عوراته.
حجرة المعيشة: هي عنوان البيت، وفيها تجتمع الأسرة معظم أوقاتها؛ لذا يجب الاهتمام بها، ومراعاة البساطة والمتانة فيها، وأن تكون ذات لون داكن؛ حتى لا يتغير لكثرة استعماله.
حجرة أو ركن الطعام: يفضل تخصيص ركن في البيت للطعام، وأن يكون مجهزًا بما يلزم وقت الطعام، ويراعى تنظيمه وتنسيقه بصورة جميلة، وتنظَّم أثاثاته بصورة تسهل الحركة فيه، ويفضل أن يكون قريبًا من المطبخ، فهذا يساعد على سهولة وسرعة نقل الطعام إليه.
المطبخ: يفضل أن يكون مجهزًا بطريقة تؤدى إلى الراحة أثناء العمل فيه، وذلك بتوافر كل لوازم المطبخ، وترتيب قطع أثاثه وتنظيمها بصورة جميلة. واتساع مساحة المطبخ يساعد ربة البيت على حرية الحركة، وتنظيمه بشكل يناسب حاجاتها، كما يساعد على وجود مكان للتخزين.
ويمكن تقسيم المطبخ إلى قسمين؛ القسم الأول: يخصص لتخزين أواني وأدوات الطهي، والقسم الثاني: لتجهيز الطعام، ويجب أن يحتوى هذا القسم على منضدة توضع عليها الأطباق، ويراعى وضع الأجهزة في ركن مناسب؛ مثل الموقد، فيكون قريبًا من مكان التهوية أو تحت الجهاز الطارد للهواء (شفاط الهواء) ويجب أن تكون الثلاجة في مكان بعيد عن الموقد.
ويمكن استغلال جدران المطبخ بعمل أرفف خشبية أفقية، لتستغل في وضع الأشياء قليلة الاستعمال، كما يمكن عمل رف كبير أسفل السقف يستخدم في التخزين، خاصة في الأماكن الضيقة، ويجب مراعاة جودة التهوية في المطبخ، وتوافر الإضاءة الكافية، وبالنسبة لطلاء المطبخ فيفضل أن تطلى الجدران بمادة سهلة التنظيف ولا تَعْلَق بها الأبخرة، أو تكون جدرانه مغطاة ببلاط الحائط إذا أمكن ذلك؛ حيث يسهل تنظيفه بالماء والصابون.