بين الحين والآخر، تثبت الأبحاث الطبية الحديثة أن هناك بعض طرق المعالجة القديمة تمثل الحل السحري والفعال، رغم تطور الصناعة الدوائية بشكل كبير، في معالجة بعض الأعراض المرضية التي تمثل أرقا كبيرا لبعض الأشخاص، والتي من بينها مرض القولون العصبي. وبالرغم من تنوع العقاقير المعالجة لعرض القولون العصبي، إلا أن دراسة بريطانية حديثة أكدت أن زيت النعناع والألياف القابلة للذوبان يمثلان سلاحا هاما وفعالا في معالجة هذا المرض المزعج، فمن المعروف أن من بين الأعراض التي تكون مصاحبة لهذا المرض هي بعض الآلام في منطقة البطن وعدم انتظام في حركة الأمعاء الوظيفية.
وفي تلك الدراسة ، حاول الباحثون تحديد مدي فاعلية الألياف ومضادات التشنج وزيت النعناع في معالجة أعراض القولون العصبي. وفي سبيل ذلك قام الفريق البحثي تحت قيادة الدكتور أليكس فورد بإجراء استعراض منهجي وتحليل فوقي لبعض التجارب العشوائية، وقارنوا فيها الألياف ومضادات التشنج وزيت النعناع بالأقراص الدوائية أو في غياب أي طرق علاجية لدى أكثر من 2500 شخص بالغ مصاب بعرض القولون العصبي.
وكشفت الدراسة عن أن الألياف ومضادات التشنج وزيت النعناع تمثل طرق علاجية فعالة في محاربة عرض القولون العصبي، كما ثبت أن أي من تلك الطرق ليس لها أي آثار جانبية خطيرة. وقد خلص الباحثون لتلك النتيجة بعد أن قاموا بتحليل 12 دراسة اشتملت على 591 مريض وقارنت الألياف بالأقراص الدوائية أو غياب الطرق العلاجية الأخرى.
كما وجد الباحثون أن بعض الألياف التي تكون غير قابلة للذوبان مثل النخالة تكون غير فعالة في معالجة هذا العرض، وثبت أن الألياف القابلة فقط للذوبان هي التي تعمل بشكل كبير علي خفض أعراضه. كما قام الباحثون بتحليل 22 دراسة أخرى ، حيث قاموا بمقارنة العديد من مضادات التشنج بالأقراص الدوائية لدى 1778 مريض.
واظهر التحليل أن مادة "هيوسكين" التي يتم استخلاصها من خشب شجر الفلين، هي أكثر المواد فاعلية في منع الإصابة بأعراض مرض القولون العصبي. وثبت أيضا أن زيت النعناع هو أكثر الطرق الثلاثة فاعلية في محاربة أعراض المرض، وبدا ذلك واضحا من خلال الدراسات الأربع التي تم إجرائها علي 392 مريض، لكن بشكل عام اتضحت فاعلية الطرق الثلاثة في معالجة المرضي المصابين بالقولون العصبي.
مع تمنياتي لكم بدوااام الصحة