هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عــالــــــم مـــن الـتــمــيــــز و الابــــــــــــــــداع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شرح أسماء الله الحسنى

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الوفاء

الوفاء


انثى
عدد الرسائل : 178
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 20/02/2009

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالأحد مايو 10, 2009 10:56 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


شرح أسماء الله الحسنى

الله – الرحمن - الرحيم

جل جلاله وتقدست أسماؤه
س: هل "الله" هو اسم الله الأعظم ؟ومن قال أن اسم الله الأعظم فما دليله على ذلك ؟
س: ما معنى الله ؟
س: مالآثار السلوكية المترتبة على الإيمان باسم الله جلّ وعلا "الله" ؟وقد ورد في هذا الاسم عدة أحاديث صحيحة، وهي:
1/ حديث عبدالله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. فقال: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب".
وفي رواية فقال: "والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".

2/حديث أنس رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ورجل يصلي فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنّان المنّان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، ياحيّ ياقيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
لفظ "الحنّان في الحديث ضعيف.
والذي تفرّد بلفظ "الحنّان"خلف بن خليفة صدوق اختلط في الآخر.
ولفظ الحديث الصحيح كما رواه الجمهور:
"اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنّان بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحيّ ياقيّوم".

3/ حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث، في البقرة وآل عمران وطه".
القول الأول: قال القاسم: فالتمستها أنه الحيّ القيّوم، في سورة البقرة آية الكرسي (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّومُ) وفي سورة آل عمران (الم*اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وفي سورة طه (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ).القول الثاني: أن الله هو الاسم الأعظم، قال بهذا الطحاوي والرازي وابن القيم وغيرهم.
يقول ابن القيم في تفسير سورة الفاتحة: "اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن، فاشتملت على التعريف بالمعبود بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها مدارها عليها، هي: الله والرب والرحمن، وبنيت السورة على الإلهية والربوبية والرحمة فـ (إيّاك نعبد) مبني على الإلهية، و(إياك نستعين) مبني على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة، والحمد يتضمن الثلاثة، فهو المحمود في ربوبيته، وإلهيته، ورحمته" ا.هـ

1/وهذا يدل على أنه اسم الله المحبوب لأننا نردده في سورة الفاتحة في كل صلاة، بل إن أي صلاة لايقرأ فيها بالفاتحة فهي خداج غير مقبولة.

2/ أنّ هذا الاسم ما أطلق على غير الله تعالى فإن العرب كانوا يسمون الأوثان آلهة إلا هذا الاسم فإنهم ما كانوا يطلقونه على غير الله سبحانه وتعالى، والدليل قوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) وقال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) معناه: هل تعلم من اسمه الله سوى الله؟! ولهذا لم يثن ولم يجمع ولمّا كان هذا الاسم في هذا الاختصاص بالله تعالى على هذا الوجه؛ وجب أن يكون أشرف أسماء الله تعالى.

3/ إن هذا الاسم هو الأصل في أسماء الله سبحانه وتعالى، وتجري بقية الأسماء معه مجرى الصفات مع الأسماء، قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) فأضاف سائر الأسماء إليه، ولا محالة أن الموصوف أشرف من الصفة، ولأنه يقال: الرحمن الرحيم الملك القدوس كلها من أسماء الله تعالى، ولايقال: الله اسم الرحمن الرحيم، فدلّ هذا على أن الاسم هو الأصل.
يتبع..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الوفاء

الوفاء


انثى
عدد الرسائل : 178
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 20/02/2009

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالأحد مايو 10, 2009 11:17 pm

فإن قيل: لفظ "الله" قد جعل نعتا في قوله تعالى في أول سورة ابراهيم: (إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد*اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)، قيل: هناك قراءات عدّة لهذه الآية:

1- قرأ نافع وابن عامر بالرفع على الإستئناف وخبره فيما بعده، والباقون بالجر عطفا على قوله (العزيز الحميد)، وقال أبو عمرو: والخفض على التقديم والتأخير تقديره: (صراط الله العزيز الحميد).

2- قوله تعالى: (قُل ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ) خصّ هذين الاسمين بالذكر وذلك يدلّ على أنهما أشرف من غيرهما، ثم إن اسم "الله" أشرف من اسم "الرحمن" لأن اسم الله يدلّ على كمال القهر والغلبة والعظمة والعزّة، واسم الرحمن يدلّ على كمال الرحمة،وأيضا كل الناس يقدّمون هذا الاسم في الذكر على سائر الأسماء وكذا في الخطب والمواعظ.

4/ هذا الاسم له خاصية غير حاصلة في سائر الأسماء وذلك أن سائر الأسماء والصفات إذا دخل عليها النداء أسقط عنها الألف واللام، ولهذا لايجوز أن يقال: يالرحمن يالرحيم، بل يقال يارحمن يارحيم، أما هذا الاسم فإنه يحتمل هذا المعنى الصحيح فيصح أن يقال: يالله وذلك أن الألف واللام في هذا الاسم صارا كالجزء الذاتي فلا مجال لإسقاطهما حال النداء، وفيه إشارة لطيفة، وذلك لأن الألف واللام للتعريف فعدم سقوطها عن هذا الاسم يدلّ على أن هذه المعرفة لاتزول أبدا البتة.

5/ الاسم الوحيد الذي ورد في كل الأحاديث التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أن فيها اسم الله الأعظم.

6/ كثرة وروده في كتاب الله تعالى فقد ورد في كتاب الله (2724) مرة.

7/ أن اسم "الله" مستلزم لجميع معاني أسمائه الحسنى، دالّ عليها بالإجمال، وكلاّ أسمائه وصفاته تفصيل وتبيين لصفات الألوهية التي اشتق منها اسم الله، واسم الله يدلّ على كونه-سبحانه- معبودا، تألهه الخلائق محبّة وتعظيما وخضوعا وفزعا إليه في النوائب والحاجات.

8/ تعرف الرب –تبارك وتعالى- إلى موسى عليه السلام باسمه الله، وتعرف إلى عباده في كتابه المنزّل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.

وأكثر مايدعى الله –تبارك وتعالى- بلفظ: "اللهم" ومعناها: يالله، ولهذا لاتستعمل إلا في الطلب، فلا يقال: اللهم غفور رحيم، بل يقال: اللهم اغفر لي وارحمني.
ومما ورد في القرآن دعاء بـ"اللهم" دعاء عيسى عليه السلام: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً).
وقول الله سبحانه: (اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء).
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه كثيرا بقوله: "اللهم"، ومن ذلك:

1- عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: "اللهم اجعل في قلبي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، واجعل لي نورا".

2- أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، فقال: "إذا أردت مضجعك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجات ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك".... وغيره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الوفاء

الوفاء


انثى
عدد الرسائل : 178
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 20/02/2009

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالأحد مايو 10, 2009 11:24 pm

يتبع..

س: هل اسم "الله" مشتق أم هو اسم جامد؟

اختلف العلماء في ذلك على قولين: أصحّهما أنه: مشتق.

قال ابن القيم –رحمه الله- : "زعم السهيلي وشيخه أبو بكر العربي أن اسم الله غير مشتق، لأن الاشتقاق يستلزم مادة يشتق منها، واسمه تعالى قديم والقديم لامادّة له فيستحيل الاشتقاق، ولاريب أنه إن أريد بالاشتقاق هذا المعنى، وأنه مستمد من أصل آخر فهو باطل.

والصواب أنه مشتق، وأن أصله الإله وهو دال على صفة الألوهية" ا.هـ

ويدلّ على أن أصل اسم الله الإله استعمال العرب له في كلامها، فقد أورد البخاري في صحيحه في ترجمة "باب مايذكر في النعوت وأسامي الله" قول خبيب: "وذلك في ذات الإله".

وأورد به أبي شيبة في مصنفه أن عمر رضي الله عنه سأل وفدا من غطفان عن القائل:

ألا سلمان إذ قال الإله له قم في البرية فازجرها عن الفند

قالوا له: النابغة، قال: "ذلك أشعر شعراؤكم"
وفي المصنف أن حارثة بن بدر الهمداني قال:
لعمر أبيك أن همدان تتقي الإله ويقضي بالكتاب خطيبها

وكلّ هذا يدلّ على أن اسم الله هو الإله، وأن هذا كان معلوما للعرب في كلامها، والقرآن أنزل بلغة العرب.

س: مامعنى الله؟
عزى الزجاجي إلى يونس بن حبيب والكسائي والفراء وقطرب والأخفش: "أن أصله الإله، ثم حذفت الهمزة تخفيفا فاجتمعت لامان، فأدغمت الأولى في الثانية، فقيل: الله، فإله "فعال" بمعنى "مفعول" كأنه مألوه، أي: معبود مستحق للعبادة، يعبده الخلق ويألهونه، والتأله التعبد".

س: مامعنى الإله؟1/
1/ إما أنها مشتقة من أله الرجل، أو يأله إليه إذا فزع إليه من أمر نزل به، فآلهه أي أجاره وآمنه، يسمى إلاها كما يسمى الرجل إماما.

2/ وقيل من أله يأله إذا تحير، يراد من ذلك إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصرف همه إليها، أبغض الناس حتى لايميل قلبه إلى أحد.

قال الحافظ بن حجر: "أي أن القلوب تأله عند التفكر في جبروته ولأن القلوب تتحير وتعجز عن بلوغ كنه جلاله وصفاته، قال تعالى: (وَلايُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا)"
3/ وقيل أصل إله ولاه فقلبت الواو همزة كما قالوا للوشاح إشاح، وللوجاح إجاح، ومعنى ولاه أن الخلق يولهون إليه في حوائجهم ويضرعون إليه فيما يصيبهم ويفزعون إليه في كل ماينوبهم كما يوله كل طفل إلى أمه.

قال ابن القيم: "الإله هو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالا وإنابة وإكراما وتعظيما وذلا وخضوعا وخوفا ورجاء وتوكلا".

4/ وهو وصف الاشتقاق الذي عليه مدار الأئمة، وقال ابن عباس – رضي الله عنهما – " الإله الذي يألهه كل شيء، ويعبده كل خلقه".

قال ابن سيده: "والإلهة والألوهة والألوهية العبادة".

وقد قرئ: (ويذرك وآلهتك)، وقرأ ابن عباس: (ويذرك وإلاهتك) يكسر الهمزة أي: وعبادتك.

تنبيه: لايشرع ذكر الله باسم "الجلالة" مفردا:

وذلك أن بعض الجاهلين من المسلمين يذكر الله باسم الجلالة مفردا، فيجعلون لهم أورادا يرددون فيها لفظ الجلالة "الله" مرات عديدة كألف أو ألفين أو أكثر، وأحيانا يجتمعون على ذلك في حلقات وهم جالسون أو وهم واقفون يتمايلون ذات اليمين وذات الشمال، ويقفزون بين الحين والآخر، ويصاحب ذلك دقات الطبول وأصوات المزامير!!! وتشتد الأصوات حتى لاتسمع إلا "هوهوهو" أو "أه اه أه" او "حع حع حع" ولم يشرع للمسلم أن يردد هذا الاسم مفردا أو غيره من لأسماء، بل إن الأذكار التي جاءت عن النبي e لم تكن على هذه الصورة أبدا بل إن الأذكار الصحيحة الواردة عنه نجد فيها أن لفظ الجلالة لايذكر مفردا، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"
وقوله صلى الله عليه وسلم "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
وهكذا سائر الأذكار الواردة عنه صلى الله عليه وسلم
وأحب الأسماء إلى الله تعالى: عبدالله وعبد الرحمن، كما جاء في الحديث الصحيح، وكشف سر ذلك الإمام ابن القيم

-رحمه الله- في كلامه على الأسماء والكنى: "ولما كان الاسم مقتضيا لمسماه، ومؤثرا فيه كان أحب الأسماء إلى الله مااقتضى أحب الأوصاف إليه، كعبدالله وعبدالرحمن، وكان إضافة العبودية إلى اسم الله واسم الرحمن، أحب إليه من اضافتها إلى غيرهما، كالقاهر والقادر، فعبدالرحمن أحب إليه من عبدالقادر، وعبد الله أحب إليه من عبدربه، وهذا لأن التعلق الذي بين العبد وبين ربه إنما هو العبودية المحضة، والتعلق الذي بين الله وبين العبد بالرحمة المحضة، فبرحمته كان وجوده وكمال وجوده، والغاية التي أوجده لأجلها أن يتأله له وحده محبة وخوفا ورجاء وإجلالا وتعظيما، فيكون عبدا لله وقد عبده لما في اسم الله في معنى الإلهية التي يستحيل أن تكون لغيره، ولما غلبت رحمته غضبه، وكانت الرحمة أحب إليه من الغضب، كان عبدالرحمن أحب إليه من عبدالقاهر".

ـ الأثر المسلكي لاسم الرب الله:

1/ الدعاء به.

2/ الشوق إلى لقائه، والحرص على السعي أن يظفر العبد برؤية الله في الجنة، وقد نصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبب رؤيته في الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لاتضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لاتغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا".

3/ محبة الله جلّ وعلا.

4/ الخشوع والخضوع له.

5/تحقيق العبودية التامة لله مع مراعاة شرطي العبادة، الحب والذل.

تنقسم العبادة إلى:

1/عبودية عامة، عبودية أهل السماوات والأرض كلهم برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم وهذه عبودية القهر والملك (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)، وقوله: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء) فسماهم عباده مع ضلالهم.

2/ عبودية خاصة، وهي عبودية الطاعة والمحبّة واتباع الأوامر (يَا عِبَادِ لاخَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاأَنتُمْ تَحْزَنُونَ) (فَبَشِّرْ عِبَادِ).
والخلق كلهم عبيد ربوبية، وأهل طاعته وولايته هم عبيد إلهيته.

وإنما انقسمت العبودية إلى خاصة وعامة لأن أصل معنى اللفظة: الذلّ والخضوع، يقال: "طريق معبّد" إذا كان مذلل بوطء الأقدام وفلان عبّده الحبّ إذا ذلّـله، لكن أوليائه خضعوا له وذلّوا طوعا واختيارا، وأعداؤه خضعوا له قهرا ورغما.

إذن أول تعريف للعبادة هو: غاية الحبّ مع غاية الذلّ والطاعة، هذا باعتبار الفعل، أما باعتبار المفعول فتعريف العبادة هو: اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

قواعد العبودية:

رحى العبودية على 15 قاعدة من أكملها أكمل مراتب العبودية، وبيانها أن العبودية منقسمة على القلب، واللسان، والجوارح، وعلى كل منها عبودية تخصه.

والأحكام التي للعبودية خمسة: واجب، ومستحب، وحرام، ومكروه، ومباح.

أهمية العبودية:

1/ الإنسان لاينفك عن العبودية مادام في دار التكليف (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) وقال أهل النار: (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ*حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) يعني: الموت، وعليه عبودية أخرى في دار البرزخ حين سؤال الملكين له، وعليه عبودية أخرى يوم القيامة لمّا يدعو الله الخلق كلهم إلى السجود فيسجد المؤمنون ويبقى الكفار والمنافقون لايستطيعون السجود، فإذا وصلوا دار الثواب والعقاب انقطع التكليف هناك وصارت عبودية أهل الثواب تسبيحا مقرونا بأنفاسهم لايجدون له تعبا ولانصبا.

2/ سماع الآيات والتأثر بها لمقولة: (ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) وقوله سبحانه: (فَبَشِّرْ عِبَادِ*الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).
3/ نفي الخوف والأحزان عنهم لقوة علاقتهم، لقوله سبحانه: (الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) وقوله سبحانه: (يَا عِبَادِ لاخَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاأَنتُمْ تَحْزَنُونَ).
4/ الاقتداء بالملائكة في دوام العبودية (وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ* إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ)، قال الشيخ السعدي: "فليقتد العباد بهؤلاء الملائكة الكرام وليداموا على عبادة الملك العلام.

5/ عدم تسلط الشيطان عليهم، لقوله: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً).
6/ حفظ العبد من المعاصي والمنكرات، لقوله: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
7/ الاصطفاء لفهم القرآن والعمل به، قال تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) وللجنة: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا) وقال: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاالإيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا).
8/ قربه من عباده، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ).

9/ العبودية ذروة الشرف، وجميع الرسل إنما دعوا إلى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ).
10/ العبودية وصف أكمل خلقه، الأنبياء والملائكة، قال تعالى: (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ)، (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ) ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف مقاماته في مقام إنزال القرآن: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا)، والدعوة: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا)، والإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً).

11/ أعلى مراتب الدين إحسان العبودية، "أن تعبد الله كأنك تراه".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابداع

ابداع


انثى
عدد الرسائل : 6192
تاريخ التسجيل : 09/11/2008

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالإثنين مايو 11, 2009 4:23 pm

خيراااااااااااا:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahlamena.yoo7.com
الوفاء

الوفاء


انثى
عدد الرسائل : 178
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 20/02/2009

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالخميس مايو 14, 2009 6:04 am

اسعدنييييييييي
تشرفت بمرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الوفاء

الوفاء


انثى
عدد الرسائل : 178
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 20/02/2009

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالخميس مايو 14, 2009 6:08 am

تابع شرح أسماء الله الحسنى
الله – الرحمن – الرحيم2
جل جلاله وتقدست أسماؤه
"الرحمن ـ الرحيم"

معنى الرحمة: وصف قائم بالله تعالى، وتظهر آثار هذه الرحمة على خلقه.
يقول ابن عباس: الرحمن والرحيم اسمان مشتقان من الرحمة، أحدهما أرقّ من لآخر.
وجاء في الحديث القدسي: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي......"
واتفق العلماء على أن سم "الرحمن" عربي لفظه، ولاأصل لمن قال إنه عبراني الأصل.
ذكر "الرحمن" في القرآن سبعا وخمسين مرة، وأما اسمه "الرحيم" فقد ذكر مائة وأربع عشرة مرة.
معنى الاسمين في حق الله تعالى:
الاسمان كما سبق مشتقان من الرحمة و"الرحمن" أشدّ مبالغة من "الرحيم" ولكن مالفرق بينهما؟
الأول: أن اسم "الرحمن" هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق قي الدنيا وللمؤمنين في الآخرة، و"الرحيم" هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، واستدلوا بقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ)، وقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)، فذكر الاستواء باسمه "الرحمن" ليعم جميع خلقه برحمته فكما أن العرش يعم جميع مخلوقاته فرحمته تتسع لجميع المخلوقات.
وقال: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )، فخص المؤمنين باسم "الرحيم" ولكن يشكل عليه قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
القول الثاني: هو أن "الرحمن" دال على صفة ذاتية و"الرحيم" دال على صفة فعلية.
فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) وقوله: (إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) ولم يجيء قط "رحمن بهم" فعلم أن "رحمن" هو الموصوف بالرحمة، و"رحيم" هو الراحم برحمته، قال ابن القيم بعد أن ذكر الفرق: وهذه نكتة لاتكاد تجدها في كتاب، وإن تنفست عندها مرآة قلبك لم ينجل لك صورتها ".

ـ الآثار المسلكية المترتبة بالإيمان بأسماء الله جل وعلا "الرحمن الرحيم":

من صفات الله الثابتة بالكتاب والسنة "الرحمة" وهي صيغة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى, لا يجوز لنا أن ننفيها أو نعطلها لأن ذلك من الإلحاد بأسمائه.
وأما قول الزمخشري وأصحابه أن الرحمة مجاز في حق الله تعالى، وأنها عبارة عن إنعامه على عباده، فهي نزعة إعتزالية قد حفظ الله تعالى منها سلف المسلمين وأئمة الدين فإنهم أقروا ماورد على ماورد، وأثبتوا لله تعالى ماأثبته له نبيه r من غير تصريف بكناية أو مجاز، وقالوا: لسنا أغير على الله من رسوله.

وقد رد المؤلف على القائلين بأن رحمة الله مجاز ردا مفصلا ولعظيم فائدتها فإنا نسوقها:

الرد الأول: أن الإلحاد إما أن يكون بإنكار لفظ الاسم، أو يكون بإنكار معناه فإن كان إنكار لفظه إلحادا، فمن ادّعى أن "الرحمن" مجاز لاحقيقة فإنه يجوّز إطلاق القول بنفيها فلايستنكف أن يقول ليس بالرحمن ولاالرحيم كما يصح أن يقال للرجل الشجاع ليس بأسد على الحقيقة، وإن قالوا: نتأدب في إطلاق هذا النفي فالأدب لايمنع صحة الإطلاق وإن الإلحاد هو إنكار معاني أسمائه وحقائقها فقد أنكرتم معانيها التي تدل عليها بإطلاقها، وماصرفتموها إليه من المجاز فنقيض معناها، أو لازم من لوازم معناها، وليس هو الحقيقة ولهذا يصرح غلاتهم بإنكار معانيها بالكلية ويقولون هي ألفاظ لامعاني لها.

الرد الثاني: إنه من أعظم المحال أن تكون رحمة أرحم الراحمين التي وسعت كل شيء مجازا، ورحمة العبد الضعيفة القاصرة المخلوقة المستعارة من ربه التي هي من آثار رحمته حقيقية، وهل في قلب الحقائق أكثر من هذا؟!!

الرد الثالث: مارواه أهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله تعالى: (أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته).
فهذا صريح في أن اسم الرحمة مشتق من اسم الرحمن تعالى، فدلّ على أن رحمته لما كانت هي الأصل في المعنى كانت هي الأصل في اللفظ.
الردّ الرابع: إن الله –سبحانه وتعالى- فرّق بين رضوانه ورحمته، فقال تعالى: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ) فالرحمة والرضوان صفته، والجنة من آثار رحمته وهي أعظم رحمة خلقها الله لعباده الصالحين.


يتبع..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الوفاء

الوفاء


انثى
عدد الرسائل : 178
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 20/02/2009

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالخميس مايو 14, 2009 6:13 am

ظهور آثار رحمة الله سبحانه على الخلق بجلاء:
1/ برحمته أرسل إلينا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل إلينا كتابه كما قال سبحانه: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)، وقال: (إن هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ*وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)، وقال: (هَـذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
والتوراة المنزلة من عند الله كانت هدى ورحمة كالقرآن، (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ).
وماآتاه الله العبد الصالح الذي رحل إليه موسى u هو من الرحمة التي يرحم الله بها عباده، (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)، وقال: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
2/ وبرحمته عرفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ماعرفنا به أنه ربنا ومولانا، قال تعالى: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)، وقال: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ).
3/ وبرحمته أطلع الشمس والقمر وجعل الليل والنهار وبسط الأرض وجعلها مهادا وفراشا وقرارا وكفاتا للأحياء والأموات، قال تعالى: (وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
4/ وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ)، وقال: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ).
5/ وبرحمته وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان، فهذا التراحم الذي بينهم بعض آثار الرحمة التي هي صفته ونعمته، واشتق لنفسه منها "الرحمن والرحيم" وأوصل إلى خلقه منها معاني خطابه برحمته وبصّرهم، ومكّن لهم أسباب مصالحهم برحمته.

6/ وأوسع المخلوقات عرشه، وأوسع الصفات رحمته، فاستوى على عرشه الذي وسع المخلوقات بصفة رحمته التي وسعت كل شيء.

7/ وبرحمته خلق الجنة وسكانها وأعمالهم، فبرحمته خلقت، وبرحمته عمرت بأهلها، وبرحمته وصلوا إليها، وبرحمته طاب عيشهم فيها، قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: مالي لايدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟! قال الله – تبارك وتعالى- للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فالنار لاتمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولايظلم الله عز وجلّ من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله عز وجلّ ينشئ لها خلقا".

8/ ومن رحمته أن خلق للذكر من الحيوان أنثى من جنسه، وألقى بينهما المحبة والرحمة، ليقع بينهما التواصل الذي به دوام التناسل وانتفاع الزوجين، وتمتع كل واحد منهما بصاحبه.
قال تعالى: (جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ).

9/ ومن رحمته أحوج الخلق بعضهم إلى بعض لتتم مصالحهم، ومن تمام رحمته بهم أن جعل بينهم الغني والفقير، والعزيز والذليل، والراعي والمرعي، والعاجز والقادر، ثم أفقر الجميع إليه ثم عم الجميع برحمته.

10/ ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها، فبها تعطف الوالدة على ولدها والطير والوحش والبهائم، وبهذه الرحمة قوام العالم ونظامه.
وفي الحديث عن أبي هريرة t أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله مائة رحمة، فوضع رحمة واحدة بين خلقه يتراحمون بها، وعند الله تسعة وتسعون"، ولذا فإن رحمته في الآخرة أوسع من رحمته في الدنيا بكثير، كما أن عقابه في الآخرة أعظم من عقوبة الدنيا بكثير، وفي رواية: "إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها"، وفي رواية: "حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، وأخّر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة".
وتأمل قوله تعالى: (الرَّحْمَن*عَلَّمَ الْقُرْآنَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ*عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)، كيف جعل الخلق والتعليم ناشئا عن صفة الرحمة متعلقا باسم "الرحمن" وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا الاسم وختمها بقوله: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتتح به السورة، إذ مجيء البركة كلها منه، وبه وضعت البركة في كل مبارك، فكل ماذكر عليه بورك فيه، وكل ماأخلي منه نزعت منه البركة.
قال تعالى مخبرا عن حملة العرش ومن حوله أنهم يقولون: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا).
وقال سبحانه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) يخبر سبحانه عن رحمته التي وسعت كل شيء وشملت كل شيء في العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المسلم والكافر، فما من أحد إلا وهو يتقلب في رحمة الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار.
ولكن للمؤمنين الرحمة الخاصة بهم، والتي يتمتعون بها في الدارين ولذلك قال في تمام الآية السابقة: (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) فالكافر لارحمة له يوم القيامة.
وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "نزل عليّ جبريل وقال لو رأيتني وأنا آخذ من ماء البحر فأدسه في فيّ فرعون مخافة أن تدركه الرحمة"، وقال صلى الله عليه وسلم : "لو يعلم المؤمن ماعند الله من العقوبة ماطمع في جنته أحد، ولو علم الكافر ماعند الله من الرحمة ماقنط من رحمته أحد"

12/ رحمة الله تغلب غضبه:
وقد ثبت ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله الخلق كتب في كتابه ـ وهو سبحانه يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش ـ إن رحمتي تغلب غضبي"، وفي رواية: "إن رحمتي سبقت غضبي"، وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
يقول العلماء في ذلك: لأن الرحمة مقتضى ذاته المقدّسة، وأما الغضب فإنه متوقف على سابقة عمل من العبد حادث.
وقال الطيبي: في سبق الرحمة إشارة إلى أن قسط الخلق منها أكثر من قسطهم من الغضب، وأنها تنالهم من غير استحقاق، وأن الغضب لاينالهم إلا باستحقاق، فالرحمة تشمل الشخص جنينا ورضيعا وفطيما وناشئا قبل أن يصدر منه شيء من الطاعة، ولايلحقه من الغضب إلا بعد أن يصدر عنه من الذنوب مايستحق معه ذلك.

13/ الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم بولدها:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قدم على رسول اللهصلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي -وفي رواية البخاري: تسعى- إذ وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟" قلنا: لاوالله وهي تقدر على أن لاتطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الله أرحم بعباده من هذه بولدها".
ومن رحمته بعباده أنه يجعل يوم القيامة الطويل على المؤمن كصلاة يصليها، ويعجل بكسوته في يوم يكثر فيه العري، ومن رحمته بعباده مع كثرتهم أنه يظلهم يوم لاظلّ إلا ظلّه تحت عرشه أو تحت البقرة وآل عمران أو تحت ظلّ صدقتهم، وإن من عباد الله من هم على كراسي من ذهب يظلل عليهم الغمام الذين أكملوا الإيمان ظاهرا وباطنا، فكما رفعوا قدر الله في الدنيا رفع الله قدرهم يوم القيامة.
ومن رحمته أنه جعل سبعين ألف من أمة محمد r يدخلون الجنة بلاحساب ولاعذاب، ومن رحمته أنه يعد للعباد أنوارا على قدر أعمالهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الوفاء

الوفاء


انثى
عدد الرسائل : 178
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 20/02/2009

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالخميس مايو 14, 2009 6:16 am

يتبع..


ومن مظاهر غضب الله على بعض العباد:
1- حديث "قلنا: يانبي الله كيف يحشر الكافر؟ قال: يحشر على وجهه، قلنا: يارسول الله وكيف يحشر على وجهه؟ قال: أليس الذي أمشاه على رجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة"

2- يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرّ في صور الرجال يغشاهم الذلّ من كل مكان.
3- لايزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم، وجاء: من سأل وله مايغنيه جاءت مخوشا وكدوحا يوم القيامة.
4- من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له يوم القيامة وقيل له كله، فيأكله ويكلم ويصيح.
5- من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار.
6- ثلاثة لاينظر الله لهم يوم القيامة، العاق لوالديه، والمرأة المسترجلة المتشبهة بالرجال، والرجل الديوث.
7- ثلاثة لايدخلون الجنة العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بماأعطى.

14/ الله يحب الرحماء من عباده:

الرحمة من الأخلاق العظيمة والصفات التي يحب الله من اتصف بها من عباده، فقد مدح بها أشرف رسله فقال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إَِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)
وفي الحديث عن جرير بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لايرحم الله من لايرحم الناس"، وفي الحديث: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء".
وقال سبحانه: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).وقال جلّ وعلا: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ).
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم : "نبي الرحمة".
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: "كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت، فقال النبيصلى الله عليه وسلم : ارجع فأخبرها أن لله ماأخذ وله ماأعطى وكلّ شيء عنده بأجل مسمّى، فمرها فلتصبر ولتحتسب، فأعادت الرسول أنها قد أقسمت ليأتينها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن، ففاضت عيناه، فقال له سعد: يارسول الله ماهذا؟ قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"، وجاء في الحديث: "لاتنزع الرحمة إلا من شقي".

كيف ينال العبد رحمة ربه:
قد عرفنا الرب ـ تبارك وتعالى ـ بالطريق التي تنال بها رحمته، فمن ذلك:

ـ اتباع القرآن والعمل به، والاستماع لقراءته (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون).
ـ إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول، (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، ومما تنال به رحمة الله الاستغفار والإحسان (لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال جلّ وعلا: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).
ـ مجالس الذكر، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
ـ وعن عليرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة،فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألفا من الملائكة حتى يمسي، وإن كان في المساء صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح".
_ وفي الحديث: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منّا".
_ العزم عند سؤال الله سبحانه وتعالى: عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "لايقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم في المسألة فإنه لامستكره له"
وفي رواية: "وليعزم مسألته إنه يفعل مايشاء لامكره له".
أي: إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء، أي: اجزموا ولاتترددوا، من عزمت على الشيء إذا صممت على فعله، وقيل: عزم المسألة الجزم بها من غير ضعف في الطلب.

وقوله: "لامكره له" لأن في الاستثناء والتعليق صورة المستغني عن الشيء، أو لأن التعليق يوهم إمكان اعطائه على غير المشيئة، وليس بعد المشيئة إلا الإكراه، والله لامكره له.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريم




انثى
عدد الرسائل : 6
تاريخ التسجيل : 12/08/2010

شرح أسماء الله الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى   شرح أسماء الله الحسنى Icon_minitimeالسبت أغسطس 14, 2010 1:09 pm

شرح أسماء الله الحسنى 329293
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح أسماء الله الحسنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسماء الله الحسنى فادعوه بها
» لنعيش مع اسم من أسماء الله الحسنى
» بكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )وبكى جبريل
» شاشة توقف:أسماء الله الحسنى2
» شاشة توقف:أسماء الله الحسنى3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الاسلامي :: العقيدة والايمان-
انتقل الى: